الدروس الخصوصية، هل هي ضرورية ؟
أصبحت الدروس الخصوصية هاجس الأولياء والتلاميذ، حرصا من الآباء على أن يكون أبناؤهم من المتميزين مما جعل من الدروس الخصوصية أمرا يبدو "إجباريا" يخصص لها الأولياء جزءا هاما من ميزانيتهم حتى لا يحرموا أبناءهم من فرصة التدارك والنجاح. فهل أصبحت الدروس الخصوصية "موضة" أم "ضرورة" ؟ هل هي هدر للمال و الوقت أم أنها طوق نجاة من الرسوب ؟
لعل دور الدروس الخصوصية الإيجابي الواضح للجميع، هو تعويد التلميذ، في أغلب الأحيان، على نسق دراسة ومراجعة دون تكاسل، كما أنها فرصة لتدارك النقائص وتحسين المستوى. وقد يكبر دور هذه الدروس الخصوصية، لتحل محل الدرس في حال يتغيب الأستاذ لفترة طويلة، أو تكون مكملا له؛ حين يصعب فهم الدرس داخل أقسام مكونة منعدد كبير من التلاميذ أو إذا ما اضطر الأستاذ للإسراع في الدروس لإكمال برنامج مكثف مملى عليه. لكن خارج هذه الظروف هل يمكن اعتبار الدروس الخصوصية ضرورة ؟ هل لها سلبياتها ؟ هل نتائجها المرجوة في تحسين النتائج مضمونة ؟
قد تختلف الآراء حول هذا الموضوع بين مؤيد للدروس الخصوصية و مشجع لها، وبين من يرفضها و يعتبرها مجرد "موضة" أو"عدوى"،وهدر للوقت والمال، فيما يؤيدها الرأي الوسط لكن بشروط نلخصها في ما يلي:
- وجود نقائص في المادة التي يريد اللتلميذ أن يتلقى فيها دروسا خصوصية. فإن كنت واثقا من قدراتك في مادة ما، حاول استغلال وقت الدروس الخصوصية في مراجعة بقية المواد من أجل استغلال أفضل للوقت.
- اختيار أحسن أساتذة الدروس الخصوصية، أيضا، أمر ضروري. وهنا ينصح بالاست~ناس برأي من تلقى الدروس الخصوصية في السنوات السابقة.
- الابتعاد عن الدروس الخصوصية المكتظة فهي لا تختلف، بذلك، عن القسم و لن تقدم نفعا إضافيا بما أنها لا تمكن الأستاذ من إيصال المعلومة لجميع التلاميذ.
- عدم التعويل على الدروس الخصوصية وإهمال الدروس في المؤسسة التربوية، فالدروس الخصوصيةتبقى مجرد دروس تكميلية للمراجعة و تدارك النقائص ولا يمكن الاعتماد عليها كليا.
- عدم تكثيف الدروس الخصوصية بشكل مبالغ فيه في العطل، فالراحة ضرورية و لا يمكن زيادة حصص الدروس الخصوصية على حسابها.
- التقليل من مواد الدروس الخصوصية، إذ أن تلقي دروس في جميع الموادلن يترك للتلميذ مجالا لأخذ قسط من الراحة ولا وقتا للمراجعة بالاعتماد على النفس.